تكريم الرعيل الأول من متقاعدي “البيئة والمياه”
راشد بن فهد: الدولة تولي تطوير قطاع الزراعة اهتماماً خاصاً
كرم وزير البيئة والمياه الدكتور راشد أحمد بن فهد الرعيل الأول من الموظفين في أول مركز متخصص لرعاية الثروة الحيوانية والنباتية في الدولة والذي يرجع تاريخه الى 1955 ويحمل اسم “مركز التجارب الزراعية” في رأس الخيمة في مقر محطة أبحاث الحمرانية في الإمارة.
شبدأ حفل التكريم بإطلاع الوزير على أول نشرة تصدر عن أخبار الزراعة عام 1957 والتي أصدرها الخبير الزراعي في رأس الخيمة آنذاك “ال. دبليو. هنتنكتن” وأوضح فيها الأهداف العامة لمركز التجارب الزراعية مع شرح مفصل حول زراعة عدد من النباتات، فيما تجاذب الوزير الحديث مع الرعيل الأول من متقاعدي الوزارة التي كان يمثلها مركز التجارب الزراعية ومكتب التطوير حول تجاربهم السابقة وذكرياتهم في العمل وأهم التوصيات التي استخلصوها من خبراتهم في مجال الزراعة والثروة الحيوانية.
حضر التكريم الدكتورة مريم الشناصي مستشار وزير البيئة والمياه وسلطان علوان القائم بأعمال الوكيل المساعد للشؤون الزراعية وعدد من مسؤولي الوزارة ومحمد المحرزي مدير مكتب المنطقة الشمالية في وزارة البيئة والمياه ومسؤولي مكاتب المنطقة الشمالية.
وأكد عبد الله سلطان علوان، مسؤول التجارب في مركز التجارب الزراعية في عام 1959 ان العمل في المركز كان يستمر الى الساعة السادسة مساء وكان الراتب 90 روبية، ووصل بعد ذلك الى 160 روبية، مشيرا الى ان المركز ركز جهده لتوعية المزراعين في كيفية العناية بالمزارع ومختلف النباتات عن طريق النشرات التوعوية والإذاعة حيث نظم المركز ساعة في الاسبوع لإيصال التوعية للمستمعين مشيرا الى ان المزراعين يحرصون على متابعة تلك النشرات الإذاعية والورقية.
وأوضح محمد علي المزروعي “أول موظف مواطن في مركز التجارب الزراعية” ان خدمات المركز كانت تصل إلى مختلف المناطق والإمارات التي كانت تسمى بالإمارات المتصالحة، مشيرا الى ان مسؤولي المركز البريطانيين كانوا يتقنون التحدث باللغة العربية ولم يحضر أي خبير بريطاني لا يتحدث العربية، بل كانت العربية هي اللغة التي نتواصل بها معهم ولم نستخدم غيرها.
وأكد الدكتور علي درويش يوسف الطبيب البيطري في مكتب التطوير عام 1966 ان المكتب كان يضم أول مكتب بيطري على مستوى الدولة، الى ان افتتح المكتب الآخر في امارة الشارقة، مشيرا الى ان الاهتمام الذي يوليه المكتب بالثروة الحيوانية كان في غاية الأهمية حيث سيطر على جميع الأمراض فيما جلبت أول دفعة من الأبقار من الخارج لتربيتها ونجحت التجربة مع الأبقار الهولندية كأول تجربة في الدولة في تربية الحيوانات المستوردة والاستفادة منها.
وأكد سيف بن حمد (مواطن) ان موظفي مكتب التطوير كانوا يمرون على المنازل لتطعيم المواشي والاهتمام بها فيما يقدمون خدماتهم الى المناطق النائية التي يصعب الوصول اليها في تلك الفترة الزمنية لعدم توفر الطرق المعبدة.
وأثنى شريف باركر (آسيوي الجنسية) شغل وظيفة أمين مخزن في مكتب التطوير ولا يزال على رأس عمله الى اليوم على تكريم الوزير.
وكرم الدكتور راشد بن فهد وزير البيئة والمياه حوالي 26 متقاعداً ممن عملوا في مركز التجارب الزراعية والذي تحول بعد ذلك إلى مكتب التطوير منذ نهاية عقد الخمسينات من القرن الماضي.
وأشار الدكتور راشد بن فهد الى ان تكريم الرعيل الأول دليل على تقدير وزارة البيئة والمياه لموظفيها والاستفادة من خبراتهم التي تحتوي على إرث تاريخي امتد لأكثر من 50 عاما ويعتبر التكريم ردا للجميل الذي يخلق نوعاً من التواصل ويخلق قنوات اتصال بين الأجيال التي تداولت في عمل الزراعة والبيئة.
وأكد ان طاقم الوزارة الذي حضر لتكريم الرعيل الأول استفاد من النصائح والتوصيات التي ذكرها الخبراء المتمرسون بالعمل في مجال الثروة الزراعية والحيوانية حيث أوصى الطبيب البيطري بالاهتمام بتطعيم الحيوانات وتعزيز عمل المحاجر البيطرية لما بينه من خلال حديثه من ان الأمراض السابقة كانت تحت السيطرة، الا ان فتح الباب لاستيراد الحيوانات المختلفة فتح مجال انتشار الأمراض المعدية منها والجديدة.
ونوه الدكتور ابن فهد الى اننا لا نستطيع ان ندير ظهورنا لمعوقات الزراعة، فاذا قلت نسبة المياه الصالحة للري والتي تعتبر العامل الرئيسي المؤثر في الثروة الزراعية علينا البحث عن وسائل بديلة حيث ان الدولة بتوجيهات من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله أولت اهتماما خاصا بالزراعة ووجهت ببناء اكثر من 76 سدا كان النصيب الاكبر فيها لإمارتي رأس الخيمة والفجيرة بالاضافة الى الحلول الاخرى المتمثلة في استخدام وسائل الري الحديثة وإدخال سلالات زراعية تقاوم قلة المياه وتتكيف مع البيئة والاهتمام بالزراعة النوعية.
